يقدم كتاب "الذكاء الاصطناعي: السحر الحديث أم المستقبل الخطير؟" للكاتب يوريك ويلكس رحلة عميقة وشاملة في عالم الذكاء الاصطناعي. هذا الكتاب ضروري لكل من يسعى لفهم هذه التقنية الثورية، فهو يعرض الإنجازات المذهلة للذكاء الاصطناعي ويتناول أيضًا المخاوف والتحديات التي يطرحها على مستقبل البشرية.

يبرز ويلكس كيف أن الذكاء الاصطناعي، رغم نجاحاته العملية والنظرية، لا يزال بعيدًا عن تحقيق الذكاء البشري العام، الهدف الذي وضعه جون مكارثي. يستعرض الكتاب التطور التاريخي للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك فترات الصعود والهبوط والوعود المبالغ فيها، موضحًا أن مساره لم يكن سلسًا أبدًا. كما يركز على الأنماط السائدة حاليًا مثل التعلم العميق، مبيّنًا نقاط قوته وحدوده، خاصة فيما يتعلق بفهم اللغة البشرية.

يتعمق ويلكس في تأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب حياتنا: العمل، العلاقات، الاقتصادات، وحتى كيفية رؤيتنا لأنفسنا. يتناول الكتاب قضايا بالغة الأهمية مثل ظهور الرفقاء الاصطناعيين، وتأثير السيارات ذاتية القيادة، والتغيرات الجذرية في علم النفس وعلم الاجتماع التي يحدثها الذكاء الاصطناعي. كما يثير تساؤلات حول التحكم في البيانات والهوية في عصرنا الرقمي، ويطرح المشاكل الأخلاقية والسياسية المترتبة على ذلك، مثل المراقبة العامة والمسؤولية عن الأتمتة الجذرية.

باختصار، يقدم هذا الكتاب تحليلًا نقديًا ومتوازنًا للذكاء الاصطناعي، يدعو القارئ إلى التفكير في الإمكانيات الهائلة لهذه التكنولوجيا من جهة، وفي المخاطر الكامنة فيها من جهة أخرى، مما يجعله قراءة أساسية لكل مهتم بمستقبل التكنولوجيا والمجتمع.