يأخذنا الكتاب في رحلة فكرية معمقة تستكشف العلاقة المعقدة والمتطورة بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي. يقدم هذا العمل تحليلاً فلسفيًا دقيقًا للتساؤلات الوجودية والمعرفية والأخلاقية التي تبرز مع التقدم الهائل في مجالات الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، وأشكال الحياة الاصطناعية (ALF).

يستعرض أبيرسيك مفاهيم جوهرية من فلسفة العقل مثل الوعي، الوجود، الهوية، والقصدية، ويطرح كيف يمكن لهذه المفاهيم أن تُعاد تعريفها أو تُفهم بشكل جديد في ضوء قدرة الآلات على محاكاة التفكير والسلوك البشري. يتناول الكتاب أسئلة محورية مثل: هل يمكن للآلة أن تمتلك وعيًا حقيقيًا؟ ما هو جوهر العقل، وهل يقتصر على الكيان البيولوجي؟ كيف ستتغير هويتنا البشرية في عالم يزداد فيه التفاعل مع الكيانات الذكية؟

كما يتطرق الكتاب إلى التحديات الأخلاقية والمجتمعية المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مفاهيم "الإنسانية السيبرانية" و"الإنسانية الرقمية"، ويحلل المخاطر والفوائد المحتملة لهذه التقنيات على مستقبل البشرية. يعتمد المؤلف على مقاربات متعددة التخصصات، مستفيدًا من الفلسفة الوجودية (على سبيل المثال، فلسفة العبث، وسارتر، ونيتشه)، وعلوم الأعصاب، وميكانيكا الكم، وعلم الروبوتات، ليقدم رؤية شاملة وغنية بالتفكير النقدي.

" هو دعوة للتأمل في التحولات الجذرية التي يشهدها عصرنا، وكيف يمكننا التنقل بين تعقيدات عالم تتداخل فيه الحقيقة المادية مع الواقع السيبراني، مع الحفاظ على جوهر إنسانيتنا. هذا الكتاب ضروري لكل من يهتم بفلسفة التكنولوجيا، مستقبل الوعي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على الحضارة البشرية.