تُعد من أعظم ما أُنتج في الأدب الصيني الكلاسيكي، هي عمل فني بالغ العمق والثراء، كتبها تساو شيويه تشين مستلهمًا من تجربته الشخصية التي تنقلت بين الترف الطفولي والانحدار الاجتماعي القاسي. في هذا العمل الملحمي، يرسم المؤلف بانوراما دقيقة لحياة أسرة أرستقراطية تُدعى "جيا"، ويكشف من خلالها عن تعقيدات المجتمع الصيني في عهد أسرة تشينغ، حيث تتداخل الطبقية، والعادات، والروحانية، والفساد، في نسيج سردي بالغ الحساسية.

تدور الرواية حول شخصية جيا باويو، الشاب الحالم الذي وُلد وفي فمه حجر من اليشب، في إشارة رمزية إلى قدره المختلف. يعيش باويو وسط نساء القصر، في عالم من النعومة والترف، لكنه يرفض القيم المادية التي تحكم مجتمعه، ويبحث عن معنى أعمق للحياة. تنشأ علاقة حب عميقة بينه وبين ابنة عمه لين دايو، وهي فتاة رقيقة، حساسة، وشديدة الذكاء، تمثل الحب النقي والروح المتألمة. لكن هذا الحب يصطدم بجدران التقاليد، حيث يُجبر باويو لاحقًا على الزواج من شيويه باو تشاي، التي تمثل العقلانية والامتثال الاجتماعي، مما يفتح الباب لانهيارات نفسية واجتماعية متتالية.

تُقسم إلى خمسة أجزاء سردية متتابعة، تبدأ بالنشأة والترف، ثم الحب والتمرد، فالانحدار والخيبة، ثم السقوط والضياع، وتنتهي بالتنوير والاختفاء. في الجزء الأخير، يختار باويو طريق الزهد، ويختفي في ظروف غامضة، تاركًا خلفه سؤالًا وجوديًا مفتوحًا حول معنى الحياة وزوال المجد.